قربة الرديتر (الخزان الاحتياطي لسائل التبريد) هي جزء أساسي من نظام تبريد السيارة، وظيفتها تعويض الرديتر بالكمية المطلوبة من الماء عند الحاجة، وضبط الضغط الداخلي الناتج عن الحرارة.
لكن إذا لاحظت أن منسوب الماء داخل القربة ينخفض باستمرار، فهذه ليست علامة طبيعية.
النقص المتكرر يُشير إلى وجود خلل في أحد أجزاء النظام، وقد يؤدي في حال تجاهله إلى ارتفاع حرارة المحرك وتلف المكينة.
فيما يلي الأسباب المحتملة لنقص ماء قربة الرديتر بشكل مفصل:
1. تهريب من ليات الرديتر أو مشابكها
الليات (الخراطيم) التي تربط بين القربة والرديتر قد تتشقق مع مرور الوقت أو بسبب الحرارة المرتفعة. أحيانًا يكون التهريب صغيرًا جدًا بحيث لا يُلاحظ بالعين، لكن الكمية التي تتسرب مع كل تشغيل تُسبب انخفاضًا مستمرًا في منسوب الماء. كذلك، المشابك (الكلبات) غير المحكمة قد تُسبب تسربًا عند نقاط الربط.
2. الغطاء غير محكم أو تالف
غطاء القربة أو غطاء الرديتر نفسه يحتوي على صمام لضبط الضغط. إذا كان هذا الصمام تالفًا أو الغطاء غير مُغلق بإحكام، فإن البخار الناتج عن سخونة الماء يخرج من دون ضبط، مما يؤدي إلى نقصان الماء تدريجيًا. كما قد يلاحظ السائق خروج رائحة بخار ماء أو صوت خفيف عند الوقوف بعد القيادة.
3. تشققات دقيقة في القربة نفسها
مع الوقت، ونتيجة تعرض القربة للحرارة المتكررة، قد تتكوّن شقوق صغيرة في جسم القربة البلاستيكي. هذه التشققات قد لا تُلاحظ بسهولة، خصوصًا إذا كانت في الأسفل أو عند الزوايا، لكنها كافية لتسريب الماء باستمرار.
4. دخول الهواء إلى النظام
عند وجود هواء داخل دورة التبريد، يُعيق هذا الهواء حركة سائل التبريد ويؤدي إلى تغيّرات غير منتظمة في الضغط. هذا الخلل يتسبب أحيانًا في طرد الماء من القربة أثناء التشغيل، مما يُسبب النقص حتى وإن لم يكن هناك تسريب فعلي.
هذا الهواء قد يدخل عند فتح غطاء الرديتر والمحرك ساخن، أو بعد تفريغ النظام دون تنفيسه بالشكل الصحيح.
5. تهريب داخلي في رأس المكينة أو الوجيه
إذا كان هناك تلف في وجيه الرأس (وجه رأس المكينة)، فقد يتسرب الماء إلى داخل غرف الاحتراق في المحرك ويحترق مع الوقود، دون أن يُلاحظ أي تهريب خارجي. هذا النوع من التهريب يُعتبر من أخطر الأسباب، ويظهر غالبًا مع أعراض إضافية مثل:
- خروج دخان أبيض من الشكمان.
- ارتفاع حرارة السيارة المفاجئ.
- اختلاط زيت المكينة بالماء (تغيّر لون الزيت إلى بني حليبي).
6. تسريب في مضخة الماء (طرمبة الموية)
مضخة الماء هي القلب النابض لدورة التبريد، وفي حال بدأت بالتلف أو التسريب من الجوانب، فإن الماء يتسرّب منها نحو الخارج، ويبدأ النقص في القربة. غالبًا ما تلاحظ بللًا مستمرًا تحت المحرك من جهة البكرات، أو تسمع صوت صفير عند تشغيل السيارة وهي باردة.
7. استخدام ماء غير مخصص للتبريد
الماء العادي (ماء الحنفية) يحتوي على أملاح ومعادن تُسبب تآكلًا داخليًا في مكونات نظام التبريد، كما يتبخر بسرعة أكبر من سائل التبريد الأصلي. هذا يؤدي إلى نقصان غير طبيعي في القربة حتى دون وجود تهريب ظاهر.
هل يجب أن تقلق من هذا النقص؟
نعم. النقص المتكرر حتى لو كان بسيطًا ليس طبيعيًا. نظام التبريد مُغلق ومُحكم، ولا يُفترض أن ينقص الماء إلا بسبب:
- تسريب خارجي أو داخلي.
- ضغط غير مضبوط.
- أو خطأ في نوع السائل المستخدم.
إهمال المشكلة قد يُؤدي إلى سخونة زائدة، تلف في رأس المكينة، أو حتى كسر في البلوك إذا وصلت الحرارة لدرجة مرتفعة جدًا.
ما الحل إذا لاحظت أن ماء القربة ينقص؟
- افحص السيارة في الصباح الباكر وابحث عن أي أثر بلل أسفل القربة أو على الليات.
- تأكد من أن الغطاء سليم ومحكم ولا يخرج منه بخار.
- راقب الحرارة أثناء القيادة وتأكد من أن المؤشر لا يتجاوز النصف.
- افحص طرمبة الموية والسير المرتبط بها بحثًا عن أي أثر للتسريب.
- اطلب فحص ضغط لنظام التبريد إذا لم تكتشف السبب، للكشف عن التهريبات الخفية أو الداخلية.
ملخص سبب نقص ماء قربة الرديتر
نقص ماء قربة الرديتر المتكرر مؤشر واضح على وجود خلل في نظام التبريد، سواء كان تهريبًا خارجيًا، أو داخليًا، أو بسبب خلل في الضغط. التعامل السريع مع السبب يُجنّبك مشاكل كبيرة لاحقًا، ويُحافظ على برودة المحرك وسلامته.
حافظ دائمًا على استخدام ماء مخصص للتبريد، وتأكد من سلامة الأغطية والليات، وأعد فحص السيارة إذا لاحظت أن النقص يتكرر كل بضعة أيام.