من المفترض أن تبدأ السيارة الأوتوماتيكية بالحركة إلى الأمام تلقائيًا عند تعشيق القير على وضع القيادة (D) ورفع القدم عن دواسة الفرامل، دون الحاجة إلى دعس البنزين مباشرة.
لكن في بعض الحالات، يلاحظ السائق أن السيارة تظل ثابتة تمامًا حتى يتم الضغط على دواسة الوقود، وهو أمر غير طبيعي يشير إلى وجود مشكلة داخلية في أحد الأنظمة المرتبطة بالمحرك أو القير.
في هذه المقالة نعرض لك الأسباب الفنية التي قد تقف وراء هذه الحالة، بشكل مبسط ودقيق.
ضغط الهواء الداخل للمحرك غير كافٍ
يُعد صمام التحكم بالهواء الداخل للمحرك – المعروف ببوابة الهواء (الثروتل) – من المكونات الأساسية المسؤولة عن تنظيم كمية الهواء أثناء التوقف والحركة البطيئة.
في حال تراكم الكربون داخل الثروتل أو وجود خلل في حركته الإلكترونية، يفشل النظام في إدخال كمية كافية من الهواء عند الوقوف، مما يمنع المحرك من توليد العزم الكافي لتحريك السيارة فورًا عند وضع D.
قد يشعر السائق في هذه الحالة بأن السيارة “تتردد” قبل الاستجابة، أو أن صوت المحرك منخفض بشكل غير معتاد رغم أن القير مضبوط على وضع القيادة.
ضعف استجابة مضخة الوقود (طرمبة البنزين)
عندما تُعاني مضخة الوقود من ضعف في الأداء أو تتأخر في ضخ الكمية المناسبة من الوقود، فإن المحرك لا يتلقى ما يكفي من البنزين للعمل بسلاسة عند السرعات المنخفضة أو التوقف.
ونتيجة لذلك، لا تبدأ السيارة بالحركة إلا عند الضغط على دواسة البنزين لإجبار النظام على رفع ضغط الوقود.
هذه الحالة تُعتبر شائعة في السيارات التي تعاني من تأخير في التشغيل، أو صوت ونة مستمر من جهة خزان الوقود، وغالبًا ما تترافق مع ضعف في العزم عند الانطلاق.
انسداد أو تلف في فلتر الهواء
فلتر الهواء هو خط الدفاع الأول ضد الشوائب التي تدخل إلى المحرك. عند انسداده بالكامل، يختنق تدفق الهواء، ويصبح المحرك عاجزًا عن إنتاج الطاقة المطلوبة للحركة التلقائية على D.
في مثل هذه الحالات، لا يتم ملاحظة أي مؤشرات ضوئية على الطبلون، لكن السائق سيشعر بثقل واضح في السيارة عند محاولتها التقدم من وضع الثبات، وكأنها تُقاوم التحرك.
تآكل أو ضعف في الكلتشات الأمامية داخل ناقل الحركة
تحتوي علبة التروس على أقراص احتكاك (كلتشات) تعمل على تمكين الحركة بحسب الوضع المختار. إذا أصبحت الكلتشات الأمامية متآكلة أو زلقة، فلن تُمسك التعشيقة الأمامية بالشكل المناسب، مما يجعل السيارة لا تتحرك بشكل طبيعي عند وضع D، وتحتاج إلى ضغط على البنزين لتعويض فقدان الإمساك.
تُلاحظ هذه المشكلة غالبًا في السيارات التي لم يُبدل لها زيت القير لفترات طويلة، أو التي تم استخدامها بكثرة في ظروف تحميل زائدة.
خلل في نظام التحكم الإلكتروني بوضعيات القير
تتحكم وحدة إلكترونية في أوضاع القير ونقل التعشيقات بناءً على إشارات من الحساسات المختلفة. إذا حدث خلل في أحد هذه الحساسات، مثل حساس السرعة أو حساس وضع الدعسة، فإن القير قد لا يُفعّل وضع القيادة كما ينبغي، فتتأخر الاستجابة، ولا تبدأ السيارة بالحركة إلا بعد دعس البنزين.
قد لا يظهر تحذير مباشر على لوحة العدادات، لكن فحص كمبيوتر السيارة سيكشف هذا الخلل بسهولة من خلال قراءة بيانات الحساسات.
ضعف في عمل صمام الخمول (Idle Control Valve)
صمام الخمول هو الذي يحافظ على تشغيل المحرك بثبات عند الوقوف. في حال انسداده أو تعطله، ينخفض عدد دورات المحرك في الدقيقة (RPM) إلى درجة تمنع السيارة من التحرك عند وضع D دون دعم إضافي من البنزين.
في هذه الحالة، تكون السيارة في وضع شبه خامل، وتظهر عليها أعراض مثل الرجّة الخفيفة أو الاهتزازات عند وضع القير على D بدون دعس.
كيف تتصرف إذا لاحظت أن سيارتك لا تتحرك على D بدون بنزين؟
- ابدأ بتنظيف بوابة الهواء (الثروتل) باستخدام بخاخ مخصص.
- افحص مضخة الوقود، واستبدلها إذا كان صوتها غير طبيعي أو التسارع ضعيفًا.
- استبدل فلتر الهواء إن كان متسخًا أو تجاوز فترة استخدامه الموصى بها.
- قم بتغيير زيت القير إذا مضى وقت طويل دون تغييره.
- اعرض السيارة على فني لفحص الحساسات وصمام الخمول باستخدام جهاز فحص.
هل تعتبر هذه المشكلة خطيرة؟
نعم، لأنها قد تكون إشارة أولى لعطل أكبر. قد يؤدي استمرار القيادة دون معالجة السبب إلى تلف في ناقل الحركة (القير)، أو ضعف دائم في أداء المحرك. لذلك، ينصح بالتعامل مع هذه الأعراض فور ملاحظتها لتجنب الأعطال المكلفة مستقبلًا.
ملخص اسباب عند وضع السيارة على d لا تتحرك الا بالضغط على البنزين
عدم تحرك السيارة تلقائيًا عند تعشيق وضع D يُشير إلى ضعف في العزم الأساسي الناتج عن الهواء، أو الوقود، أو الضغط الداخلي في القير.
الحل يعتمد على الفحص الدقيق للمكونات، بدءًا من بوابة الهواء، وصولًا إلى مضخة البنزين، الكلتشات، وصمام الخمول. سرعة التشخيص والمعالجة تحمي القير من الأعطال الأكبر وتُعيد السيارة إلى وضعها الطبيعي بأقل التكاليف الممكنة.